"أنا أنذر للرب كيلو شمع، إذا بشفى من المرض، أو أنذر ابني للرب..." في كثير من الأحيان نقدم للرب الكثير من النذور في حياتنا وفي مختلف ظروف حياتنا، وذلك لننال نعمة من الرب ولهذا هل هناك شروط لهذه النذور؟ ومن عليه أن يتقيد بهذا النذر؟ وكيف علينا أن نفي بهذا النذر وإذا لم أستطيع أن أفي للنذر ماذا أعمل؟ لذلك في هذه المقالة سوف أحاول أن أجيب على هذه الأسئلة التي تجول في خواطرنا. مع العلم أن النذور لم تعد منتشرة بكثرة بين المسيحيين ولكن لن أتطرق في التكلم عن النذور المقدسة الكنيسة للحياة المكرسة، فقط سيكون مركزاً على النذور البسيطة والخاصة للمؤمن.
مفهوم النذر
هو الوعد الذي يعقده الإنسان بينه وبين الله وذلك لأمر مطلوب منه بقصد واختيار وهذا الأمر يكون مفيد وممكن عمله، وهذا كله يكون عمل عبادة لله.
شروط صحة النذر
1- الوعي الكافي:
يجب على الشخص الذي يقوم بالنذر أن يكون لديه وعياً واضحاً بما يَعِدُ به .
الجهل والخطأ يجعل النذر غير صحيح .
2- الحرية الكافية:
على النذر أن يكون نتيجة إرادة كاملة. فالنذورات التي تكون تحت تأثير "خوف شديد" مطلق أو نسبي، أو تحت "خوفٍ غير عادل" ليست صحيحة.
أما إذا كان الخوف نتيجة أحداث طبيعية مثل المرض، فالنذور تعتبر صحيحة.
إذا كان أحدٌ مخطوفاً أو محجوزاً، ونذر للرب أن يخلصه فيكون النذر صحيحاً.
من ناحية محتوى النذر
إنَّ مادة النذر يجب أن تكون ممكنة ليس فقط من الناحية الجسمية بل أيضاً من الناحية الأخلاقية.
إنَّ مادة النذر يجب أن تكون لأمرٍ فيه خير.
يصحّ القول بشكل عام أن النذر الذي يمنع شخصاً ما القيام بخير أفضل لله، ليس صحيحاً.
ومن الممكن على أنه من الجائز عمل نذرٍ هو بالأصل إلزامي. مثلاً: الاشتراك في القداس كل يوم أحد.
مَن يتقيد بالنذر
لا يلزم النذر بحد ذاته إلا مَن يؤدّيه .
لذلك فالطفل مثلاً غير ملتزم بنذورات أهله. وهكذا، فالأهل الذين ينذرون طفلهم للحياة الرهبانية، يكون الطفل غير ملزمٍ بذلك النذر.
واجب تأدية النذر الواقعي (كالمال) يقع على الورثة.
إذا نذر شخصٌ كان قد توفي من دون تأدية نذر الحسنة مثلاً، يلتزم الورثة بتأدية نذر الحسنة.
الوفاء بالنذورات
يتم الوفاء بالنذر عندما يتحقق الأمر الذي نُذِر لأجله.
النذر "الشخصي" وهو فعل يتقيد به الشخص. (مثلاً: نذر الصوم، الذهاب للقداس، تلاوة صلاة…) يجب إيفائه من قِبَل الشخص ذاته.
بينما النذر "الواقعي" وهو شيء يقدمه الشخص. يمكن أن يُوفى أيضاً عن طريق أشخاص آخرين. مثال: إعطاء تقدمة عن طريق شخص.
أما فيما يتعلق بالوقت: فيجب الوفاء بالنذر من دون تأجيل في حال عدم تحديد موعد تأديته. أما إذا تمّ تحديد وقت الوفاء بالنذر، فيجب الوفاء به في الوقت المحدد.
بطلان النذر
أولاً: بما يخص الوقت:
تبطل إلزامية النذر بعد مرور الوقت المحدد الذي نُذر وحدد فيه إيفاء النذر.
في حالة النذورات "الواقعية" إذا نذر أحدٌ نذراً ووعد بتأديته إذا تحقق خلال فترة معيّنة ولم يتحقق إلا بعد تلك الفترة، يستطيع الوفاء به لاحقاً.
ثانياً: فيما يختص بتبديل جوهري في مادة الوعد. وهكذا، فإذا صار الوعد مستحيلاً أو غير شرعي في حدِّ ذاته بسبب الظروف، فالشخص ليس مُلزماً بالوفاء به.
ثالثاً: في حالة لم يتحقق الشرط كاملةً لا يؤخذ بالنذر.
رابعاً: في حالة عدم تحقق الشرط لا يؤخذ بالنذر. مثلاً: إذا نظر شاب نذراً شريطة شفاء والدته، ولكنها ماتت قبل الوفاء بالنذر، فلا يكون الشاب ملزماً به.
تفسيح النذورات
مَن يملك السلطة على السلطة المخولة للإعفاء من النذورات الخاصة بالإضافة إلى الحبر الروماني هم: الرئيس المحليّ وكاهن الرعية حتى وإن وجدوا خارج منطقتهم.
شروط الإعفاء
أن يُعطى الإعفاء لسبب وجيه. مثلاً: لخيرِ مَن يؤدي إلى النذر العام أو لعائلته .
وإذا كان نذر مشروط بشرط ولم يتحقق.
أن لا يضرّ الإعفاء بالحقوق التي اكتسبها الآخرون.