ثانيا: أعطانا الذى له
+ أعطانا النور و بدد الظلمة
يقول معلمنا مار متى البشير "الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما. والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور" (مت 4: 16). و يقول أيضاً معلمنا مار يوحنا البشير "كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم" (يو 1: 9). فهذا النور لم يكن فقط لينير لنا، بل لينيرنا و يمنحنا نوراً يبدد ظلمة الخطية التى فى داخلنا. و بالميلاد و التجسد صرنا نحن أنفسنا نور للعالم إذ يقول رب المجد "انتم نور العالم .. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السموات " (مت 5: 14، 16). فبالميلاد و التجسد أعطانا السيد المسيح من نوره فصرنا نحن أنفسنا نوراً للعالم يشهد بأعماله الحسنة لاسم الله. و بعدما كنا ساكنين فى الظلمة بسبب تسلط الموت و الخطية و إبليس علينا، صرنا نوراً لأن السيد المسيح قال عن نفسه "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12)، و بثباتنا فيه يصير نورنا إنعكاساً لنور السيد المسيح الساكن فينا.
+ أعطانا الحياة الأبدية
إن السيد المسيح الأقنوم كائن منذ الأزل و إلى الأبد، و بالتجسد أعطانا الحياة الأبدية، و لم يعد للموت سلطان على أحد سوى من يعطى هذا السلطان للموت بسكناه فى الخطية. أما السيد المسيح فيقول عنه مار يوحنا "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4) "لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يو 3: 15).
+ أعطانا بهاء المجد
إن الملائكة حينما ظهروا للرعاة المتبدين قالوا لهم التسبحة الشهيرة "المجد لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسرة" (لو 2: 14). و بتجسد السيد المسيح لم يعد المجد بعيد المنال عن البشرية و لله فى الأعالى فقط، بل أن السيد المسيح بتجسده أعطانا هذا المجد أيضاً، هذا الذى قال عنه المرنم "وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله" (مز 8: 5). ذلك المجد الذى فقدناه بالخطية، منحنا السيد المسيح إياه بالتجسد و الفداء على الصليب. ذلك المجد الذى جعل آدم سيداً للخليقة كلها و متسلطاً على الوحوش، ذلك الذى فسد بالسقوط و الخطية، هذا المجد أعاده لنا السيد المسيح مرة أخرى بسكناه داخلنا كما يقول بولس الرسول "المسيح فينا، رجاء المجد" (كو 1: 27). لقد أصبح لنا مجد و بهاء كما كان لهيكل سليمان إذ صرنا نحن أنفسنا هياكل كقول الوحى الالهى "أما تعلمون أنكم هياكل الله، و روح الله ساكن فيكم؟!" (1كو 3: 16).
و هذا بالاضافة إلى تأملات حضراتكم.