فرعون الخروج
أمنحتب الثاني
اتجه معظم الدارسين إلى أن رمسيس الثاني هو فرعون الخروج وذلك بسبب نص بالكتاب المقدس يؤكد أن العبرانيين قد قاموا ببناء مدينة فيثوم ومدينة رعمسيس فى خروج 1 : 11 "
فَعَهِدُوا بِهِمْ إِلَى مُشْرِفِينَ عُتَاةٍ لِيُسَخِّرُوهُمْ بِالأَعْمَالِ الشَّاقَةِ. فَبَنَوْا مَدِينَتَيْ فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ لِتَكُونَا مَخَازِنَ لِفِرْعَوْنَ."
مدينة فيثوم:
تقع حاليا فى تل المسخوطة بوادي الطميلات
على ترعه الإسماعيلية
فى المسافة بين الزقازيق والإسماعيلية
وبفحص لبانتها وجد إن
البعض منه بدون تبن ومن ذلك كنص سفر الخروج 5 : 7 "
كُفُّوا عَنْ إِعْطَاءِ الشَّعْبِ تِبْناً لِصُنْعِ اللِّبْنِ كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ سَابِقاً، وَلْيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْناً لأَنْفُسِهِمْ"
مدينة رعمسيس :
ذُكرت أسفار موسى الخمس أسماء مدن لم تكن تسمى بها تلك المدن إلا بعد عهد موسى،
مما قد يدل على أن اليهود عند نسخ التوراة كانوا يقومون بوضع أسم المدينة الجديد بدلا من أسمها القديم،
وفى بعض الأحيان كانوا يكتبون الاسمين معا.
مثال لتلك المدن التى سُميت بأسمائها الجديدة ولم تكن تُسمي بذلك الاسم فى زمن وقوع الحدث مدينة بيت لحم,
فقد ذكرت فى تك 35 - 19
"ثُمَّ مَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى أَفْرَاتَةَ، أَيْ بَيْتِ لَحْمٍ."
فبيت لحم لم تكن بُنيت فى أيام أبينا يعقوب,
ولم يكن ذلك الموضع قد تسمى بذلك الاسم،
بل سميت به بعد دخول الإسرائيليين أرض كنعان,
ففي سفر أخيار الأيام الأول نجد فى الإصحاح الثاني
أن مؤسس مدينة بيت لحم هو سلما بن كالب
( 1 أخ 2 : 50 – 51
وَهَؤُلاَءِ بَعْضُ ذُرِّيَّةِ كَالَبَ:
حُورُ بِكْرُهُ مِنْ زَوْجَتِهِ أَفْرَاتَ وَقَدْ أَنْجَبَتْ شُوبَالَ مُؤَسِّسَ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ، وَسَلْمَا مُؤَسِّسَ بَيْتِ لَحْمٍ، وَحَارِيفَ مُؤَسِّسَ بَيْتِ جَادِيرَ.")
أى أن بيت لحم قد أسست بعد موت موسى بأكثر من مائة عام
ومثال آخر
مدينة حبرون,
ففي تك 23 : 2 يقول السفر
" ثُمَّ مَاتَتْ سَارَةُ فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ، أَيْ حَبْرُونَ، فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ لِيَنْدُبَ سَارَةَ وَيَبْكِيَ عَلَيْهَا "
وفى تكوين 35 : 27 يقول
" وَقَدِمَ يَعْقُوبُ عَلَى إِسْحقَ أَبِيهِ إِلَى مَمْرَا فِي قَرْيَةِ أَرْبَعَ الْمَعْرُوفَةِ بِحَبْرُونَ حَيْثُ تَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحقُ. "
وهنا نجد الناسخ
قد ذكر الاسمين
قرية أربع الاسم القديم
وحبرون الاسم الجديد
وهو الاسم الذى أطلق على تلك القرية بعد أن أخذها العبرانيين من بنى عناق.
وفى سفر العدد 13-22 يذكر السفر
" وَاجْتَازُوا صَحْرَاءَ النَّقَبِ حَتَّى وَصَلُوا حَبْرُونَ حَيْثُ تُقِيمُ قَبَائِلُ بَنِي عَنَاقَ:
أَخِيمَانَ وَشِيشَايَ وَتَلْمَايَ.
وَكَانَتْ حَبْرُونُ قَدْ بُنِيَتْ قَبْلَ مَدِينَةِ صُوعَنَ الْمِصْرِيَّةِ بِسَبْعِ سَنَوَاتٍ "
وهنا يذكر الناسخ الاسم الجديد فقط
وفى سفر يشوع 14 : 15 يقول
" وَكَانَتْ حَبْرُونُ تُدْعَى مِنْ قَبْلُ قَرْيَةَ أَرْبَعَ عَلَى اسْمِ بَطَلِ الْعَنَاقِيِّينَ الأَعْظَمِ. ثُمَّ اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ "
وفى نفس السفر 15-13 يقول
" وَوَهَبَ يَشُوعُ بِمُقْتَضَى أَمْرِ الرَّبِّ كَالَبَ بْنَ يَفُنَّةَ مِلْكاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقَ وَهِيَ حَبْرُونُ الْوَاقِعَةُ فِي وَسَطِ أَبْنَاءِ يَهُوذَا. "
وهكذا نجد أسماء القرى والمدن مرتبطة بأزمان تاليه لزمن الحدث.
وقد ثبت أن
رعمسيس هى صوعن
ولكن أعطيت أسم رعمسيس بعد الخروج بحوالي مائة عام
حيث أتى رمسيس الثاني وقام بعمل احتفال عظيم وأعاد تشييد هذه المدينة وأعطاها اسمها الجديد
وبالتالي يكون ذكرها فى أسفار موسى بهذا الاسم مجرد أضافه ممن نسخوا التوراة حيث أضافوا أسماء أماكن طبقا لأسمها المتداول فى زمن النسخ .
ويُلاحظ أن أسم رعمسيس
ذ كرت أولا فى زمن يوسف،
ففي تك 47 : 11 يقول السفر
" وَأَنْزَلَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ فِي مِصْرَ وَمَلَّكَهُمْ فِي رَعَمْسِيسَ أَجْوَدَ الأَرْضِ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ "
فهل كان فرعون يوسف هو رمسيس أيضاً لذكر السفر أن العبرانيين استوطنوا مدينة رعمسيس.
إن ذكر مدينة رعمسيس فى زمن يوسف يؤيد ما ذكرناه من أن نساخ التوراة أعادوا تسمية المدن بالمسميات التى كانت سائدة فى زمان النسخ،
أما مدينة رعمسيس
فهي فى الأصل
مدينة صوعن
وهى مدينه قديمه ذكرها سفر العدد كما ذكرنا سابقاً أنها بُنيت بعد مدينة حبرون بسبع سنين