رعمسيس
صوعن
هى مدينة من مدن مصر القديمة،
تعددت أسماؤها،
بتعدد العصور التي مرت عليها،
ولعل أشهر أسمائها هو الاسم الذي أطلقه عليها الإغريق وهو "تانيس"،
وتقع شرقي دلتا النيل،
وعلى بعد نحو ثمانية عشر ميلاً إلي الجنوب الشرقي من دمياط.
ويجب أن نذكر شواطئ الدلتا كانت تتحرك علي الدوام نحو الشمال بفعل رواسب الطمي الذي كان يجلبه النيل في أوقات الفيضان،
فالأرجح أن " صوعن " في عصور إبراهيم ويعقوب كانت تقع عند مصب الفرع البوبسطي،
أي أنها كانت مينا علي البحر،
حيث أن بحيرة المنزلة والخلجان القريبة من بلوزيوم (الفرما ) قد تكَّونت بعد ذلك بالتدريج.
ولا شك في أن "صوعن" مدينة قديمة جداً،
فقد وجدت بها آثار من عهد الملك بيبي الأول،
من الأسرة الفرعونية السادسة.
وقد جعل منها ملوك الهكسوس (الرعاة) عاصمة لهم لقربها من موطنهم الأصلي،
وأطلقوا عليها اسم "أفاريس", وقد ‘وجدت أثارهم فيها، مما يؤيد القول
بأن السهل الذي كان يحيط به، هو "أرض رعمسيس"
(تك 47: 11، خر 12: 37)،
التي سكن فيها بنو إسرائيل في أيام يوسف.
وكان قد أعاد بناءها أول ملوك الهكسوس المسمي "سلاطيس"
حيث يرجح أن "أفاريس" هو تحريف للاسم الفرعوني "هوارة" الذي يعني "مدينة الحركة " (أو الهروب)
مما يتفق مع اسم "صوعن " الذي يعني "الهجرة " .
ويبدو أنه من أقدم العصور،
كان رعاة أدوم وفلسطين يترددون علي هذه المنطقة،
فصورة " آمو " المرسومة علي جدران مقابر بني حسن،
تصورهم قادمين بعائلاتهم إلي مصر فوق ظهور الحمير ومعهم هداياهم من وعول سيناء،
وهي ترجع إلي عصر سنوسرت الثاني من الأسرة الثانية عشرة،
أي قبل عصر الهكسوس.
كما يسجل التاريخ
هجرة رعاة من أدوم في عصر منفتاح (من الأسرة التاسعة عشرة) بعد طرد الهكسوس بأكثر من أربعة قرون، في بداية عهد الأسرة الثامنة عشرة ، أو الأسر الطيبية .
كما وجد "ماريت" خرطوشة باسم "أبيبي"
( أحد ملوك الهكسوس)
علي ذراع تمثال من عصر قديم،
كما وجد تمثالاً لأبي الهول يحمل اسم "خيان" الذي يرجح أنه أحد حكام الهكسوس أيضاً.
ويقول بعض قدامي المؤرخين إن
" أبيبي" أو " أبو فيس" هو فرعون يوسف.
وفي القرن الرابع عشر قبل الميلاد،
أعاد رمسيس الثاني بناء المدينة ودعاها "رعمسيس".
ويذكر "مانيتون" المؤرخ المصري، أن الهكسوس حكموا مصر نحو خمسة قرون وأنهم طردوا من مصر في نحو عام 1700 ق. م
حين حاصر "أحمس" مؤسس الأسرة الثامنة عشرة "أفاريس" وطرد الهكسوس من مصر .