شات الله القدوس
شات الله القدوس يرحب بكم ويتمنى لكم قضى امتع الاوقات مع اولاد يسوع
شات الله القدوس
شات الله القدوس يرحب بكم ويتمنى لكم قضى امتع الاوقات مع اولاد يسوع
شات الله القدوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شات الله القدوس

شات ومنتدى الله القدوس يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» الظهور الثالث
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالسبت سبتمبر 07, 2013 11:02 am من طرف مرتضى

» آية وقول وحكمة أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى ليوم 8/28
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 28, 2013 10:29 am من طرف بن الملك

» المحاربات الروحيه
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 27, 2013 3:12 am من طرف بن الملك

» آية وقول وحكمة أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى ليوم 8/27
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 1:18 pm من طرف بن الملك

» سيره الشهيده هناء يسرى زكى شهيده القديسين
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 1:07 pm من طرف بن الملك

» آية وقول وحكمة أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى ليوم 8/26
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 3:18 pm من طرف بن الملك

» نصلى للربي يسوع المسيح
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 8:12 am من طرف بن الملك

» ظهور العذراء فى شبرا " كنيسة القديسة دميانة " فى مصر 16 برمهات 1702 ش - 25 مارس 1986 م
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 1:28 pm من طرف Admin

» بيــــــــــــان من المقر الباباوى بالقاهرة
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 1:26 pm من طرف Admin

»  تقرير اللجنة التى شكلها قداسة البابا كيرلس السادس
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 1:25 pm من طرف Admin

»  الظهور الرابع
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 1:25 pm من طرف Admin

» الظهور الثانى
  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 1:22 pm من طرف Admin


 

  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مريم عادل
عضو فعال
عضو فعال
avatar


sms : إن كان الرب معنا فمن علينا
بيانات العضو

عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 13/05/2011

  أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Empty
مُساهمةموضوع: أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس      أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة  بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس  Icon_minitimeالأحد يوليو 21, 2013 5:30 pm

أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة 
بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس 

الروحانية‏ ‏الأرثوذكسية
الحق‏ ‏أن‏ ‏الروحانية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏لها‏ ‏طابعها‏ ‏المميز‏, ‏ليست‏ ‏كل‏ ‏روحانية‏ ‏روحانية‏ ‏أرثوذكسية‏, ‏الروحانية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏عميق‏, ‏وأمكن‏ ‏أن‏ ‏يبلغ‏ ‏بالذين‏ ‏سلكوها‏ ‏مسلكا‏ ‏سليما‏ ‏إلي‏ ‏الحياة‏ ‏المرضية‏ ‏أمام‏ ‏الله‏, ‏استطاعوا‏ ‏بهذه‏ ‏الروحانية‏ ‏أن‏ ‏يرثوا‏ ‏ملكوت‏ ‏السموات‏.‏
لنا‏ ‏روحانيتنا‏ ‏المميزة‏ ‏القائمة‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏سليم‏, ‏وقلة‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏هم‏ ‏الذين‏ ‏يستطيعون‏ ‏أن‏ ‏يميزوا‏ ‏الروحانية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏من‏ ‏غيرها‏, ‏أولئك‏ ‏الذين‏ ‏لهم‏ ‏موهبة‏ ‏تمييز‏ ‏الأرواح‏, ‏فليس‏ ‏كل‏ ‏كلام‏ ‏في‏ ‏التقوي‏ ‏روحانية‏ ‏سليمة‏, ‏وليست‏ ‏كل‏ ‏أنواع‏ ‏العبادات‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏بطريق‏ ‏واحد‏ ‏تبلغ‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏واحدة‏.‏
الروحانية‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏روحانية‏ ‏متميزة‏, ‏ولها‏ ‏طابعها‏ ‏ولها‏ ‏قوامها‏ ‏ولها‏ ‏وسائطها‏, ‏إن‏ ‏التقوي‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قائمة‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏سليم‏, ‏من‏ ‏عقيدة‏ ‏سليمة‏, ‏وفهم‏ ‏سليم‏ ‏للعقيدة‏, ‏وإدراك‏ ‏عميق‏ ‏الأسس‏ ‏لهذه‏ ‏العقيدة‏, ‏مالم‏ ‏يكن‏ ‏لنا‏ ‏هذا‏ ‏الفهم‏, ‏فالبناء‏ ‏الروحاني‏ ‏القائم‏ ‏علي‏ ‏الفهم‏ ‏السقيم‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏بناء‏ ‏ضعيفا‏, ‏لايقوي‏ ‏طويلا‏ ‏علي‏ ‏القيام‏ ‏ثابتا‏ ‏علي‏ ‏ممر‏ ‏الأجيال‏, ‏في‏ ‏يوم‏ ‏من‏ ‏الأيام‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏ينهار‏, ‏ولابد‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏يولد‏ ‏نوعا‏ ‏من‏ ‏التقوي‏, ‏منحرفة‏ ‏عن‏ ‏التقوي‏ ‏الحقيقية‏ ‏الصادقة‏ ‏التي‏ ‏يرضي‏ ‏الله‏ ‏عنها‏.‏
ونحن‏ ‏إذا‏ ‏كنا‏ ‏نعبد‏ ‏الله‏, ‏فالمقصود‏ ‏من‏ ‏عبادة‏ ‏الله‏ ‏أننا‏ ‏نرضي‏ ‏الإله‏, ‏وإرضاء‏ ‏الإله‏ ‏يقتضي‏ ‏أن‏ ‏يعرف‏ ‏الإنسان‏ ‏إرادة‏ ‏الله‏ ‏علي‏ ‏الحقيقة‏, ‏ليس‏ ‏كل‏ ‏ممارسة‏ ‏في‏ ‏الدين‏ ‏ممارسة‏ ‏سليمة‏, ‏مالم‏ ‏تكن‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏فهم‏ ‏سليم‏, ‏وأساس‏ ‏مستقيم‏ ‏من‏ ‏العقيدة‏ ‏القويمة‏, ‏التي‏ ‏أعلنها‏ ‏الله‏ ‏وعلمنا‏ ‏إياها‏.‏
فرق‏ ‏بين‏ ‏الدين‏ ‏وبين‏ ‏الفلسفة‏, ‏الدين‏ ‏ملهمات‏ ‏إلهية‏ ‏معلنة‏ ‏من‏ ‏السماء‏, ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏الإنسان‏ ‏منا‏ ‏متدينا‏ ‏لدين‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مطمئنا‏ ‏إلي‏ ‏أساس‏ ‏هذا‏ ‏الدين‏, ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏المقصود‏ ‏أن‏ ‏يرضي‏ ‏الإنسان‏ ‏الإله‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يعرف‏ ‏إرادة‏ ‏الله‏, ‏إذن‏ ‏ليست‏ ‏المسألة‏ ‏مسألة‏ ‏اختيار‏ ‏من‏ ‏الإنسان‏ ‏لما‏ ‏براه‏ ‏في‏ ‏نفسه‏ ‏حسنا‏, ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏في‏ ‏الدين‏ ‏مقيدين‏ ‏بمعلنات‏ ‏ونكون‏ ‏مطمئنين‏ ‏إلي‏ ‏سلامة‏ ‏هذه‏ ‏المعلنات‏, ‏لأننا‏ ‏نحن‏ ‏في‏ ‏عبادتنا‏ ‏لا‏ ‏نرضي‏ ‏أنفسنا‏ ‏وإنما‏ ‏نحن‏ ‏بالعبادة‏ ‏نرضي‏ ‏الإله‏.‏
إذن‏ ‏عبادتنا‏ ‏ليست‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏يراه‏ ‏فلان‏ ‏أو‏ ‏علان‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏بحسب‏ ‏اختياره‏ ‏وبحسب‏ ‏فهمه‏, ‏إنما‏ ‏عبادتنا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏مقصودا‏ ‏بها‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏عبادة‏ ‏مرضية‏ ‏للإله‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏هذه‏ ‏العبادة‏ ‏مرتبطة‏ ‏ومقيدة‏ ‏بمعلنات‏ ‏السماء‏ ‏إلينا‏.‏
من‏ ‏هنا‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏روحانيتنا‏ ‏روحانية‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏عقيدة‏ ‏سليمة‏, ‏وهذه‏ ‏العقيدة‏ ‏هي‏ ‏المعلنة‏, ‏والمقررة‏, ‏إنها‏ ‏آتية‏ ‏من‏ ‏السماء‏, ‏فمن‏ ‏هنا‏ ‏كانت‏ ‏أهمية‏ ‏أننا‏ ‏نعرف‏ ‏عقيدتنا‏, ‏ونطمئن‏ ‏إلي‏ ‏أساسها‏, ‏ونعرف‏ ‏قوة‏ ‏هذا‏ ‏الأساس‏, ‏لأن‏ ‏روحانيتنا‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏هذه‏ ‏العقيدة‏, ‏ولما‏ ‏كانت‏ ‏العقيدة‏ ‏معلنات‏ ‏إلهية‏ ‏وليست‏ ‏مجرد‏ ‏آراء‏ ‏شخصية‏, ‏كانت‏ ‏روحانيتنا‏ ‏تبعا‏ ‏لذلك‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏العقيدة‏ ‏التي‏ ‏نطمئن‏ ‏إلي‏ ‏سلامتها‏, ‏فنحن‏ ‏لانبني‏ ‏حياتنا‏ ‏الروحية‏ ‏علي‏ ‏مجرد‏ ‏العواطف‏ ‏والمشاعر‏ ‏الدينية‏, ‏فإن‏ ‏هذه‏ ‏المشاعر‏ ‏قد‏ ‏تختلط‏, ‏وقد‏ ‏يختلف‏ ‏فيها‏ ‏الواحد‏ ‏عن‏ ‏الآخر‏, ‏بحسب‏ ‏شعوره‏ ‏وإحساسه‏, ‏لذلك‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏الضروري‏ ‏لكي‏ ‏تكون‏ ‏عبادتنا‏ ‏وروحانيتنا‏ ‏روحانية‏ ‏سليمة‏ ‏مقبولة‏ ‏أمام‏ ‏الإله‏, ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قائمة‏ ‏علي‏ ‏قاعدة‏ ‏سليمة‏, ‏وعلي‏ ‏عقيدة‏ ‏قويمة‏, ‏مثل‏ ‏الروحانية‏ ‏مثل‏ ‏البناء‏ ‏الذي‏ ‏يبني‏ ‏علي‏ ‏أساس‏, ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الأساس‏ ‏سليما‏ ‏أمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏البناء‏ ‏القائم‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الأساس‏ ‏سليما‏. ‏فإذا‏ ‏كان‏ ‏الأساس‏ ‏ضعيفا‏, ‏مهما‏ ‏كان‏ ‏البناء‏ ‏جميلا‏ ‏ومهما‏ ‏كان‏ ‏البناء‏ ‏فنيا‏, ‏طالما‏ ‏أن‏ ‏الأساس‏ ‏القائم‏ ‏عليه‏ ‏هذا‏ ‏البناء‏ ‏ليس‏ ‏أساسا‏ ‏سليما‏ ‏فلابد‏ ‏لهذا‏ ‏البناء‏ ‏أن‏ ‏ينهار‏.‏
فنحن‏ ‏في‏ ‏كنيستنا‏ ‏نميز‏ ‏بين‏ ‏تقوي‏ ‏وتقوي‏, ‏بين‏ ‏روحانية‏ ‏وروحانية‏, ‏الروحانية‏ ‏السليمة‏ ‏هي‏ ‏المبنية‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏العقيدة‏ ‏السليمة‏, ‏والروحانية‏ ‏المريضة‏ ‏هي‏ ‏القائمة‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏عقيدة‏ ‏غير‏ ‏سليمة‏.‏
بلغة‏ ‏أخري‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏السليم‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏يختلط‏ ‏في‏ ‏ذهنه‏ ‏كل‏ ‏أنواع‏ ‏التقوي‏, ‏وكل‏ ‏أنواع‏ ‏الأخلاقيات‏, ‏بمعني‏ ‏آخر‏ ‏لا‏ ‏تتحول‏ ‏الديانة‏ ‏في‏ ‏نظرنا‏ ‏إلي‏ ‏مجرد‏ ‏أخلاقيات‏ ‏عامة‏, ‏فهذه‏ ‏الأخلاقيات‏ ‏موجودة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏دين‏, ‏وموجودة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏ضمير‏ ‏إنسان‏, ‏ولكنها‏ ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏مختلطة‏ ‏بعقائد‏ ‏معوجة‏ ‏وبالتالي‏ ‏بأساس‏ ‏غير‏ ‏سليم‏, ‏لذلك‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏ننقي‏ ‏العقيدة‏ ‏وأن‏ ‏نفحص‏ ‏العقيدة‏ ‏وأن‏ ‏نبحث‏ ‏في‏ ‏العقيدة‏ ‏وأن‏ ‏ندرس‏ ‏العقيدة‏.‏
عدم‏ ‏الفصل‏ ‏بين‏ ‏العقيدة‏ ‏والحياة‏:‏
من‏ ‏الأخطاء‏ ‏السائدة‏ ‏في‏ ‏شعبنا‏, ‏أنه‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏من‏ ‏الأوقات‏, ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏بعض‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏المتأثرين‏ ‏بنظريات‏ ‏أجنبية‏ ‏وبروح‏ ‏غربية‏ ‏علي‏ ‏الخصوص‏, ‏ينادون‏ ‏بأن‏ ‏العقيدة‏ ‏طعام‏ ‏ثقيل‏ ‏وقوي‏ ‏اللبالغين‏, ‏ولذلك‏ ‏كانوا‏ ‏ينادون‏ ‏بأن‏ ‏ننحي‏ ‏الوعظ‏ ‏الديني‏ ‏والتعليم‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏عن‏ ‏العقيدة‏, ‏وخصوصا‏ ‏للشباب‏ ‏وللأطفال‏, ‏ننحيه‏ ‏عن‏ ‏العقيدة‏, ‏وهذه‏ ‏دعوة‏ ‏خبيثة‏ ‏شريرة‏ ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏جهل‏, ‏إنما‏ ‏في‏ ‏الغالب‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏عقيدة‏ ‏سقيمة‏ ‏في‏ ‏هؤلاء‏ ‏الذين‏ ‏نادوا‏ ‏بها‏, ‏نحن‏ ‏لا‏ ‏نستطيع‏ ‏أبدا‏ ‏أن‏ ‏نفصل‏ ‏العقيدة‏ ‏عن‏ ‏الحياة‏, ‏هذا‏ ‏الفصل‏ ‏بين‏ ‏العقيدة‏ ‏والحياة‏ ‏فصل‏ ‏ظالم‏ ‏غير‏ ‏طبيعي‏, ‏إن‏ ‏حياة‏ ‏الإنسان‏ ‏دائما‏ ‏مبنية‏ ‏علي‏ ‏عقيدته‏ ‏في‏ ‏شتي‏ ‏شئون‏ ‏الحياة‏, ‏والفرق‏ ‏بين‏ ‏إنسانين‏ ‏في‏ ‏مسلكهما‏, ‏هو‏ ‏عادة‏ ‏فرق‏ ‏مبني‏ ‏علي‏ ‏أساس‏ ‏عقائدي‏ ‏فكري‏, ‏لأنه‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الإنسان‏ ‏حقا‏ ‏مؤمنا‏ ‏بفكرة‏ ‏ومتحمسا‏ ‏لها‏, ‏وانعقدت‏ ‏عليها‏ ‏نفسه‏ ‏وارتبطت‏ ‏بها‏ ‏روحه‏, ‏فمن‏ ‏الطبيعي‏ ‏أن‏ ‏يعبر‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏العقيدة‏ ‏وهذا‏ ‏الإيمان‏ ‏وهذا‏ ‏الفكر‏, ‏عقيدته‏ ‏وآراءه‏ ‏وإيمانه‏ ‏يخرج‏ ‏في‏ ‏أنفاسه‏, ‏يتحرك‏ ‏في‏ ‏شرايينه‏, ‏تنطق‏ ‏به‏ ‏لمحات‏ ‏وجهه‏, ‏ونظرات‏ ‏عيونه‏ ‏وحركات‏ ‏يديه‏ ‏ورجليه‏, ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏حقا‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏يؤمن‏ ‏إيمانا‏ ‏باطنيا‏ ‏برأي‏ ‏أو‏ ‏بعقيدة‏, ‏وهذا‏ ‏الإيمان‏ ‏دخل‏ ‏إلي‏ ‏شغاف‏ ‏نفسه‏, ‏فإنه‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يعبر‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏وهذه‏ ‏العقيدة‏, ‏بشتي‏ ‏وسائل‏ ‏التعبير‏ ‏المباشر‏ ‏وغير‏ ‏المباشر‏, ‏الشعور‏ ‏وغير‏ ‏الشعور‏, ‏شئ‏ ‏طبيعي‏, ‏إن‏ ‏أحببت‏ ‏إنسانا‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تكتم‏ ‏هذه‏ ‏المحبة‏, ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏محبة‏ ‏حقيقية‏ ‏صادقة‏ ‏في‏ ‏القلب‏, ‏فتبدو‏ ‏منك‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏منك‏, ‏مهما‏ ‏حاولت‏ ‏أن‏ ‏تتكتم‏ ‏في‏ ‏نظرات‏ ‏عينيك‏ ‏عندما‏ ‏تلقاه‏, ‏في‏ ‏الطريقة‏ ‏التي‏ ‏تسلم‏ ‏بها‏ ‏عليه‏, ‏في‏ ‏الألفاظ‏ ‏التي‏ ‏تخرج‏ ‏من‏ ‏فمك‏, ‏تجدها‏ ‏تلقائيا‏ ‏معبرة‏ ‏عن‏ ‏حبك‏ ‏له‏ ‏وعن‏ ‏اشتياقك‏ ‏إليه‏, ‏لاتحتاج‏ ‏أبدا‏ ‏إلي‏ ‏تحضير‏ ‏كلمات‏, ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏صمت‏ ‏فعيونك‏ ‏ناطقة‏ ‏بأنك‏ ‏تحب‏ ‏هذا‏ ‏الإنسان‏, ‏فإذا‏ ‏كنت‏ ‏تكره‏ ‏إنسانا‏ ‏وتلتقي‏ ‏به‏, ‏فحتي‏ ‏لو‏ ‏ابتسمت‏ ‏في‏ ‏وجهه‏, ‏فابتسامتك‏ ‏صفراء‏ ‏لأنها‏ ‏غير‏ ‏صادقة‏, ‏ولأنها‏ ‏متكلفة‏ ‏مصطنعة‏, ‏ليست‏ ‏طبيعية‏, ‏هذه‏ ‏الكراهية‏ ‏في‏ ‏قلبك‏ ‏لهذا‏ ‏الإنسان‏, ‏التي‏ ‏انعقدت‏ ‏عليها‏ ‏نفسك‏, ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تظهر‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏منك‏ ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏تكلف‏ ‏الابتسامة‏, ‏تظهر‏ ‏في‏ ‏عينيك‏, ‏في‏ ‏وجهك‏, ‏في‏ ‏الطريقة‏ ‏التي‏ ‏تحييه‏ ‏بها‏, ‏في‏ ‏حركاتك‏, ‏كيف‏ ‏تهرب‏ ‏الكلمات‏ ‏من‏ ‏فمك‏, ‏وكيف‏ ‏يصيبك‏ ‏الصمت‏ ‏في‏ ‏حضرته‏, ‏وكيف‏ ‏يشرد‏ ‏ذهنك‏, ‏هذا‏ ‏شئ‏ ‏طبيعي‏.‏
في‏ ‏الإنسان‏ ‏الروح‏ ‏والجسد‏ ‏مرتبطان‏ ‏معا‏ ‏ارتباطا‏ ‏كاملا‏, ‏ما‏ ‏تنفعل‏ ‏به‏ ‏النفس‏ ‏ينفعل‏ ‏به‏ ‏الجسد‏, ‏وما‏ ‏ينفعل‏ ‏به‏ ‏الجسد‏ ‏تنفعل‏ ‏به‏ ‏النفس‏, ‏إذا‏ ‏كنت‏ ‏حزين‏ ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏الحزن‏ ‏حقيقيا‏ ‏وعميقا‏ ‏في‏ ‏نفسك‏, ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏يطفح‏ ‏علي‏ ‏عينيك‏, ‏وعلي‏ ‏وجهك‏, ‏وعلي‏ ‏حركات‏ ‏يديك‏ ‏ورجليك‏ ‏وعلي‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏جسمك‏, ‏إذا‏ ‏كنت‏ ‏تخجل‏, ‏هذا‏ ‏الخجل‏ ‏أيضا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏خجلا‏ ‏حقيقيا‏ ‏امتلأت‏ ‏به‏ ‏روحك‏, ‏فيبدو‏ ‏في‏ ‏نظرات‏ ‏عينيك‏, ‏وفي‏ ‏الاحمرار‏ ‏علي‏ ‏وجهك‏, ‏وهكذا‏ ‏عن‏ ‏كافة‏ ‏المشاعر‏ ‏وكافة‏ ‏الانفعالات‏ ‏السارة‏ ‏والضارة‏, ‏السعيدة‏ ‏وغير‏ ‏السعيدة‏, ‏المفرحة‏ ‏والحزينة‏, ‏إذا‏ ‏غضبت‏ ‏وكان‏ ‏الغضب‏ ‏شديدا‏ ‏فأيضا‏ ‏يفضحك‏ ‏هذا‏ ‏الغضب‏ ‏مهما‏ ‏حاولت‏ ‏أن‏ ‏تتكتمه‏, ‏كل‏ ‏من‏ ‏ينظر‏ ‏إليك‏ ‏يعرف‏ ‏أنك‏ ‏غاضب‏, ‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تنكر‏ ‏أنك‏ ‏غاضب‏, ‏وهكذا‏ ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏فرحانا‏ ‏فرحا‏ ‏روحيا‏, ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏عابدا‏ ‏عبادة‏ ‏صادقة‏, ‏إن‏ ‏كنت‏ ‏مؤمنا‏ ‏بالوجود‏ ‏الإلهي‏ ‏والحضرة‏ ‏الإلهية‏, ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏مادامت‏ ‏نفسك‏ ‏قد‏ ‏انعقدت‏ ‏عليه‏, ‏فلابد‏ ‏لهذا‏ ‏الإيمان‏ ‏من‏ ‏تعبير‏ ‏تلقائي‏, ‏وهذا‏ ‏التعبير‏ ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏صلاتك‏ ‏إلي‏ ‏الله‏, ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏سجودك‏ ‏إلي‏ ‏الأرض‏, ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏تعبيراتك‏ ‏التي‏ ‏تعبر‏ ‏بها‏ ‏والكلمات‏ ‏التي‏ ‏تنطق‏ ‏بها‏, ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏لغتك‏ ‏وفي‏ ‏لهجة‏ ‏حديثك‏, ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏معاملاتك‏, ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏معالجتك‏ ‏للمشاكل‏ ‏والمسائل‏ ‏التي‏ ‏تقف‏ ‏أمامك‏, ‏يبدو‏ ‏في‏ ‏المواقف‏ ‏الصعبة‏ ‏التي‏ ‏تواجهها‏, ‏وفي‏ ‏الآلام‏ ‏والتجارب‏ ‏التي‏ ‏تواجهك‏, ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏لايمكن‏ ‏حبسه‏, ‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏ضغطه‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏إيمانا‏ ‏حقيقيا‏, ‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏النفس‏ ‏قد‏ ‏انعقدت‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏كعقيدة‏, ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تفصل‏ ‏نفسك‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏الإ‏ ‏يمان‏ ‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تضعه‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏, ‏لا‏ ‏يمكنك‏ ‏أن‏ ‏تمسك‏ ‏سكينا‏ ‏وتفصل‏ ‏بين‏ ‏العقيدة‏ ‏وبين‏ ‏الحياة‏, ‏مستحيل‏...‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏إنسان‏ ‏مؤمن‏ ‏بالله‏ ‏ومؤمن‏ ‏بالآخرة‏, ‏مؤمن‏ ‏بلاهوت‏ ‏المسيح‏, ‏ومؤمن‏ ‏بالتثليث‏, ‏ومؤمن‏ ‏بعمل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏, ‏ومؤمن‏ ‏بأسرار‏ ‏الكنيسة‏ ‏المقدسة‏, ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏إنسان‏ ‏مؤمن‏ ‏حقا‏ ‏بهذه‏ ‏العقائد‏, ‏فلايمكن‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يعبر‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏, , ‏ولابد‏ ‏لهذا‏ ‏الإيمان‏ ‏أن‏ ‏يعبر‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏, ‏وأن‏ ‏ينطق‏ ‏علي‏ ‏لسانه‏, ‏وأن‏ ‏يظهر‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏العملية‏, ‏إذا‏ ‏وجد‏ ‏إنسان‏ ‏يمكنه‏ ‏أن‏ ‏يخبئ‏ ‏هذا‏ ‏الإيمان‏ ‏ولا‏ ‏يعبر‏ ‏عنه‏, ‏فتأكد‏ ‏تماما‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏مؤمنا‏ ‏علي‏ ‏الحقيقة‏, ‏وأن‏ ‏الإيمان‏ ‏لم‏ ‏يدخل‏ ‏إلي‏ ‏نفسه‏, ‏كان‏ ‏إيمانا‏ ‏سطحيا‏ ‏أو‏ ‏إيمانا‏ ‏كلاميا‏, ‏لكنه‏ ‏من‏ ‏الداخل‏ ‏غير‏ ‏مقتنع‏, ‏إنما‏ ‏إذا‏ ‏انحلت‏ ‏المشكلات‏ ‏والاعتراضات‏ ‏ودخلت‏ ‏العقيدة‏ ‏إلي‏ ‏أعماقه‏, ‏فهذه‏ ‏العقيدة‏ ‏تدخل‏ ‏إلي‏ ‏شرايينه‏ ‏وتنمو‏ ‏بنمو‏ ‏جسمه‏, ‏تنفذ‏ ‏إلي‏ ‏خلاياه‏ ‏وتخرج‏ ‏مع‏ ‏أنفاسه‏, ‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هناك‏ ‏فصل‏ ‏بين‏ ‏العقيدة‏ ‏وبين‏ ‏الحياة‏, ‏في‏ ‏حالة‏ ‏واحدة‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يفصل‏, ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الإنسان‏ ‏مرائيا‏, ‏والمرائي‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏يظهر‏ ‏غير‏ ‏ما‏ ‏يبطن‏, ‏إذن‏ ‏هناك‏ ‏انفصال‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المرائي‏, ‏انفصال‏ ‏بين‏ ‏الظاهر‏ ‏وبين‏ ‏الباطن‏, ‏هذا‏ ‏المرائي‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏موضوعنا‏, ‏لأنه‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏عقيدة‏, ‏يضحك‏ ‏علي‏ ‏نفسك‏ ‏وعلي‏ ‏غيره‏, ‏ويضحك‏ ‏علي‏ ‏الله‏, ‏والله‏ ‏لا‏ ‏يضحك‏ ‏عليه‏, ‏ليس‏ ‏هذا‏ ‏المرائي‏ ‏موضوعنا‏ ‏أبدا‏, ‏إنما‏ ‏نحن‏ ‏نتكلم‏ ‏عن‏ ‏الإنسان‏ ‏الطبيعي‏, ‏الإنسان‏ ‏العادي‏, ‏الإنسان‏ ‏العادي‏ ‏لايوجد‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏فصل‏ ‏بين‏ ‏العقيدة‏ ‏وبين‏ ‏الحياة‏, ‏وحتي‏ ‏المرائي‏ ‏ثوب‏ ‏الرياء‏ ‏يشف‏ ‏عما‏ ‏تحته‏, ‏أنت‏ ‏نفسك‏ ‏تدرك‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏المرائي‏ ‏كلامه‏ ‏لا‏ ‏عن‏ ‏عقيدة‏, ‏عيونه‏ ‏تتكلم‏, ‏تكشف‏ ‏وتفضح‏ ‏حقيقة‏ ‏هذا‏ ‏الإنسان‏ ‏المرائي‏, ‏ليس‏ ‏هذا‏ ‏موضوعنا‏ ‏أبدا‏, ‏إنما‏ ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏هناك‏ ‏ديانة‏ ‏صادقة‏, ‏وعبادة‏ ‏صادقة‏, ‏فلايمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هناك‏ ‏فصل‏ ‏بين‏ ‏عقيدة‏ ‏الإنسان‏ ‏وبين‏ ‏سلوكه‏ ‏أبدا‏, ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏الأمور‏ ‏لم‏ ‏تتحول‏ ‏بعد‏ ‏إلي‏ ‏عقيدة‏.‏
فإذا‏ ‏كانت‏ ‏الآراء‏ ‏لم‏ ‏تصل‏ ‏بعد‏ ‏إلي‏ ‏مرحلة‏ ‏العقيدة‏, ‏فيمكن‏ ‏أن‏ ‏يقال‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الآراء‏ ‏يجوز‏ ‏أن‏ ‏يتخلي‏ ‏الإنسان‏ ‏عنها‏, ‏ويجوز‏ ‏أن‏ ‏يبرز‏ ‏الفارق‏ ‏بين‏ ‏كلامه‏ ‏وبين‏ ‏أعماله‏, ‏لكن‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏حقا‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏عقيدة‏ ‏انعقدت‏ ‏عليها‏ ‏نفسه‏, ‏فمن‏ ‏المستحيل‏ ‏أبدا‏ ‏أن‏ ‏يفصل‏ ‏بين‏ ‏العقيدة‏ ‏وبين‏ ‏الحياة‏ ‏حياته‏ ‏ترجمان‏ ‏طبيعي‏ ‏تلقائي‏ ‏لمعتقداته‏ ‏الباطنية‏.‏
ما‏ ‏معني‏ ‏العقيدة؟‏ ‏عقد‏ ‏الشئ‏ ‏ربطه‏, ‏فالعقيدة‏ ‏معناها‏ ‏أن‏ ‏الديانة‏ ‏ارتبطت‏ ‏بها‏ ‏الروح‏ ‏وصارت‏ ‏معقودة‏ ‏عليها‏ ‏فلا‏ ‏يفصل‏ ‏بينهما‏, ‏ليست‏ ‏المسألة‏ ‏مجرد‏ ‏آراء‏ ‏تبدي‏, ‏هذه‏ ‏مرحلة‏ ‏أولية‏, ‏ولكن‏ ‏إذا‏ ‏تحولت‏ ‏إلي‏ ‏عقيدة‏, ‏انعقدت‏ ‏عليها‏ ‏النفس‏ ‏وارتبطت‏ ‏بها‏ ‏فيستحيل‏ ‏الفصل‏ ‏بينهما‏.‏
من‏ ‏هنا‏ ‏كانت‏ ‏دعوة‏ ‏الأشخاص‏ ‏الذين‏ ‏ينحون‏ ‏العقيدة‏ ‏جانبا‏, ‏دعوة‏ ‏غير‏ ‏طبيعية‏, ‏ودعوة‏ ‏خبيثة‏ ‏ودعوة‏ ‏كاذبة‏, ‏لأن‏ ‏حتي‏ ‏الذين‏ ‏يدعون‏ ‏أن‏ ‏لا‏ ‏تكون‏ ‏للإنسان‏ ‏عقيدة‏, ‏هذه‏ ‏عقيدتهم‏. ‏إن‏ ‏الحياة‏ ‏عقيدة‏ ‏وجهاد‏ ‏علي‏ ‏قول‏ ‏الشاعر‏, ‏لا‏ ‏توجد‏ ‏حياة‏ ‏لها‏ ‏معني‏ ‏ولها‏ ‏ثمر‏ ‏بغير‏ ‏عقيدة‏, ‏حتي‏ ‏الذين‏ ‏لا‏ ‏يرون‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏لهم‏ ‏عقيدة‏, ‏هذا‏ ‏الرأي‏ ‏هو‏ ‏عقيدتهم‏, ‏إنها‏ ‏دعوة‏ ‏غير‏ ‏صادقة‏ ‏لأنهم‏ ‏يغالطون‏ ‏أنفسهم‏.‏
ما‏ ‏من‏ ‏إنسان‏ ‏أرثوذكسيا‏ ‏كان‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏أرثوذكسي‏, ‏إلا‏ ‏وله‏ ‏عقيدة‏, ‏كيف‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يقال‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏ينحي‏ ‏عقيدته‏ ‏جانبا؟‏ ‏كيف‏ ‏يمكن‏ ‏هذا؟‏ ‏هل‏ ‏هذا‏ ‏طبيعي؟‏ ‏هل‏ ‏يوجد‏ ‏هذا‏ ‏الإنسان‏ ‏الذي‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏عقيدة؟‏ ‏فإذا‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏هناك‏ ‏إنسان‏ ‏إلا‏ ‏وله‏ ‏عقيدة‏. ‏لماذا‏ ‏يوجد‏ ‏أناس‏ ‏ينادون‏ ‏بتنحية‏ ‏العقيدة‏ ‏عن‏ ‏الحياة؟‏ ‏وتنحية‏ ‏العقيدة‏ ‏عن‏ ‏الإيمان‏ , ‏ويتحول‏ ‏في‏ ‏نظرهم‏ ‏الدين‏ ‏إلي‏ ‏مجرد‏ ‏عاطفة‏, ‏وإلي‏ ‏آراء‏ ‏أخلاقية‏, ‏وهذا‏ ‏يحول‏ ‏المسيحية‏ ‏إلي‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏البهائية‏.‏
البهائية‏ ‏دين‏ ‏يركز‏ ‏علي‏ ‏الأخلاق‏ ‏ولا‏ ‏يهتم‏ ‏بالاعتقاد‏, ‏يجمع‏ ‏نصوصا‏ ‏في‏ ‏الأخلاق‏, ‏من‏ ‏كتاب‏ ‏اليهود‏ ‏من‏ ‏العهد‏ ‏القديم‏, ‏وكتاب‏ ‏المسيحيين‏ ‏من‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏, ‏وكتاب‏ ‏المسلمين‏ ‏من‏ ‏القرآن‏, ‏يجمع‏ ‏أخلاقيات‏ ‏الديانات‏ ‏جميعا‏, ‏ويركز‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الأخلاقيات‏, ‏ولكنه‏ ‏يتجاهل‏ ‏ويتباعد‏ ‏عن‏ ‏العقائد‏ ‏الخاصة‏ ‏بهذه‏ ‏الديانات‏, ‏هل‏ ‏نقبل‏ ‏نحن‏ ‏أن‏ ‏تتحول‏ ‏مسيحيتنا‏ ‏إلي‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏البهائية‏, ‏إلي‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الأخلاقية‏ ‏العامة‏, ‏هل‏ ‏نقبل‏ ‏نحن‏ ‏أن‏ ‏تفقد‏ ‏المسيحية‏ ‏عقائدها‏, ‏وإيمانها‏ ‏في‏ ‏الله‏ ‏وطبيعة‏ ‏الإله‏ ‏وفي‏ ‏لاهوت‏ ‏المسيح‏, ‏وفي‏ ‏الحياة‏ ‏الأخري‏, ‏وفي‏ ‏التجسد‏, ‏وفي‏ ‏الفداء‏, ‏وفي‏ ‏الخطيئة‏ ‏الأصلية‏ ‏وانتشار‏ ‏الخطيئة‏ ‏الأصلية‏, ‏وفي‏ ‏فعاليات‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏المبنية‏ ‏علي‏ ‏استحقاقات‏ ‏المسيح‏ ‏الكفارية‏, ‏والتي‏ ‏ننالها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏قنوات‏ ‏الأسرار‏ ‏المقدسة‏, ‏إذا‏ ‏تخلت‏ ‏المسيحية‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏العقائد‏, ‏لم‏ ‏تعد‏ ‏المسيحية‏ ‏مسيحية‏, ‏تكون‏ ‏فقدت‏ ‏خصائصها‏ ‏كديانة‏ ‏لها‏ ‏إيمانها‏ ‏الخاص‏ ‏في‏ ‏الله‏, ‏معلناتها‏ ‏الخاصة‏ ‏في‏ ‏المسيح‏, ‏عقيدتها‏ ‏الخاصة‏ ‏في‏ ‏فداء‏ ‏الإنسان‏ ‏وخلاص‏ ‏الإنسان‏, ‏وفي‏ ‏مصير‏ ‏الإنسان‏ ‏كيف‏ ‏نطرح‏ ‏هذه‏ ‏الأمور‏ ‏جانبا‏, ‏لنركز‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الأخلاقيات‏ ‏العامة‏ ‏ونفصل‏ ‏بينها‏ ‏وبين‏ ‏العقائد؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية‏ ‏العقيدة‏ ‏في‏ ‏الخدمة بقلم المتنيح: الأنبا غريغوريوس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تأملات المتنيح القمص بيشوى عوض ـ محبتك يارب
» موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت، الإسكندرية، مصر | الكنيسة المصرية ...
» خبر عاجل...الأنبا «بولا» أسقف طنطا: الأقباط «قلقون».. والحوار مفتوح بين الكنيسة والرئاسة (حوار)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات الله القدوس :: شات الله القدوس المنتديات اللاهوتية :: منتدى مقدمات علم اللاهوت-
انتقل الى: