الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته

"فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته "
(2 تيمو 26:2) 
... 
الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته
---------------------------------- 


لا تسير حياة الإنسان على الأرض فى اتجاه الحق كل حين إذ أن عدو الخير يجول ملتمسا من يجذبه فى شباكه وإن أمكن الذين وضعوا فى قلوبهم طاعة الرب من كل القلب ورغم كل تجربة ومحنه قد تعترض طريقهم نحو السعادة الدائمة وملكوت الله .. لذا فمن المتصور أن يقع الإنسان فى فخ إبليس ويكون خادما له ، ولا يعلم ان الطريق بعد ذلك مظلم و الذين رجعوا منه قليلون.. 

فعلينا كل حين وضع أنفسنا تحت مجهر الحق الذى هو الإنجيل ، كلمة الله وشريعته ، ، ولاشك أن ذلك سيساعدنا كثيرا على معرفة نوع الطريق الذى نسلك فيه ، وما أصدق الكلمات التى كتبها الرسول بولس و التى وصف بها قوة كلمة الله حينما قال : *quot; لأن كلمة الله حيه وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل و المخاخ ومميزه أفكار القلب ونياته *quot; (عب12:4) 

ولاحظ معى صديقي ما يلى : 


+ الرحلة مع الشيطان لا تحتاج لدفع اى اشتراكات ولكن تحتاج فقط للنية فى الذهاب معه ، أما العودة منها ستكلفك الكثير والكثير من أحزان وهموم وحرمان ومشقات ، الأمر الذى سيدفعك بعد ذلك لسجن الصبر والانتظار ، زمنا من حياتك أو حياتك كلها .. 


+ يوجد رجاء عظيم لكل الذين اقتنصهم إبليس لإرادته ، أعنى الغفران والرحمة والعودة ثانية لبيت الأب وغنى النعمة ومجد العيش فى راحة ورحمة وسلام .. ، و يالها من بركات عظيمة تستطيع ان تحرر النفس من شروها وضلالتها ، بل كفيلة ان ترفع النفس إلى مستوى الذين تعبوا العمر كله فى إرضاء الرب و التشبه بالسمائيين فحظوا بشركة ميراث القديسين وأمجاد الدهر الآتى .. 


+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته هم أولاد المسيح ، أى أخوتنا فى البنوة ، الأمر الذى يوجب علينا بل يلزمنا ان نتضرع من اجلهم ليل نهار بدموع وصراخ ونحيب لكى ينالوا نعمة التحرير والعتق والنجاة ، لا من أجل الأجر والمكافأة والطوبى فحسب ، بل لأن فى ذلك تحقيقا للمكتوب *quot; لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح *quot; ( أف 12:4 ) 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته احد صفاتهم رفض الصبر وانتظار مواعيد الرب ... 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته قد بدأ رفضهم لطريق الحق بإنكار أهمية إرادة الله فى الحياة ودورها فى النجاح والبركة والنمو .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا يعطوا لكلمة الرب فرصة لكى تثمر فيهم ، إذ هم لها مقاومين ، وذلك لأنهم رافضين الحياة حسب الروح وفكر الإنجيل .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته قد صاروا خدام للشيطان و مصدر ترهيب وتخريب ودمار و أعضائهم آلات إثم للخطية، حتى ولو كانوا فى جهل عن هذه الحقيقة .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا يجدون مبررا للعودة ثانية إلى الحق ، كما ليس لهم عذرا فى سعيهم حسب فكر الشيطان وخطته .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا نجد فى داخلهم السلام والمثابرة والفرح الدائم ... 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا يجدون فى داخلهم الشجاعة والقدرة على الاقتراب من المقدسات .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا نجد فى داخلهم نور المعرفة وحكمة الله وفكر المسيح .. 


+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته يقاومون كل حين الثمر الذى يدعو لمجد الله والغيرة الحسنة .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته يُسرون بأعمال الشر ويفرحون بالإثم ويفتخرون بكل المقاومين للحق والمبتدعين للشرور .. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا يؤمنون بما فى البنيان من أهمية و لزومية بل يرون فى التخريب والدمار وبث روح اليأس والحزن فى نفوس الآخرين الوسائل الأجدر فاعلية فى الإصلاح والتغيير والارتقاء ... 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا نجد فى حياتهم ما يجعلهم مستحقين لتذكية الروح القدس لكل ما هو مقدس وكريم ومبارك من الرب ... 

+ عندما يقتنصنا الشيطان لإرادته ستصير عبادتنا مرذولة من الرب ، لأننا ابان خضوعنا للشيطان سنصير من جملة الذين يعبدون الرب بشفاههم دون قلوبهم.. 

+ الذين اقتنصهم الشيطان لإرادته لا يسمعون كلمة الرب ، وإن سمعوا لا يعملون بها وإن وجدوا من يعملون بها وناجحون فى حياتهم بسبب ذلك لا يقدرون أن يتمثلوا بهم بل يمنعون سعيهم المبارك و يقاومون عمل إيمانهم ومحبتهم للحق .. 


صديقى ، افحص ذاتك على ضوء ما كُتب إليك فى هذه الرسالة لكى تعرف أين أنت الآن ؟ هل فى حضن الرب وبيت النعمة ؟ أم استطاع الشيطان أن يجذبك بأفكاره وإغراءاته نحو الباطل والشرير ؟ أنها ساعة الآن لتعرف كيف تسير فى هذه الحياة وإلى أين ستذهب ، فالأبدية ليس شيء لا نعلمه علم اليقين ، إذ أعمال الإنسان تحدد أبديته .. كما ولأنك مسيحي عليك أن تهتم بالأخر كما تهتم بنفسك وأن يشغلك أمر أبديته كما تنتظر أنت أبديتك ، لانه إن لم نبالى بخلاص الاخرين فسوف نحرم من الخلاص أما إن أظهرنا اهتمامنا بالأخر من أجل أن يتحرر من اقتناص إبليس له فسنكون أهلا لان نتمتع بشركة مجد المسيح وميراث الحياة الأبدية . لك القرار والمصير !! 


------------------------
اذكرونى فى صلواتكم