Admin مؤسس المنتدى
sms : عدد المساهمات : 716 تاريخ التسجيل : 15/01/2011 العمر : 33
| موضوع: عندما نُجازى عن الخير بشر الإثنين يوليو 22, 2013 6:48 am | |
| بدل محبتي يخاصمونني.اما انا فصلاة. وضعوا علي شرا بدل خير وبغضا بدل حبي مز 109 : 4 ، 5
عندما نُجازى عن الخير بشر --------------------------------- المسيحية هى رسالة حب وسلام ، ذات مبادىء سامية وراقية تنهي عن الشر وترشد إلى أن الطريق الأفضل لمحو الشر ليس فى مقاومته بالشر بل بالخير والتعب من أجل تحقيق ذلك ، وطالما كانت تعاليمها هكذا فهى أيضا تتفق مع العقل والضمير الطاهر ومبادىء الإنسانية فى وجوب عدم المجازة عن الخير بالشر ، لأن هذا يعكس فسادا لا حد له ، أما المسيحية فهى نور وطهارة وبر ، فكان لابد ان تحذر من هذا السلوك المشين الذى هو صورة لخلو النفس من الإيمان والأمانة ودماثة الخلق ..
وفى الواقع لابد أن نقر بأن هناك من يسلك ضد روح الدعوة المقدسة ، ليس فقط على المستوى التاريخى ، بل والواقعى اليومي ، فكما رأينا فى زمن داود النبي كيف عامله شاول وكيف كان يجازيه شرا بدل خير وبغضا وكرها بدل حب ، ورأينا كيف عامل اليهود السيد بعد أن جال يخدم بينهم ليل نهار ، هكذا الان أيضا ، لا تخلو أيامنا من رؤية الذين يجازون عن الخير بالشر ، وما هذا إلا صورة حقيقية لمجتمع قد انحرف عن القدسية والرقى والكمال إلى الحياة فى ظل الأنانية والتخلف والجنون ..
ولاحظ معي صديقي ما يلي :
+ لا يمكن للسان بشري أن يصف شدة العذاب الذى سيلحق بالإنسان الذى يجازى عن الشر بالشر ، فكم وكم سيكون بالذى يجازى عن الخير بشر ؟!
+ لا تستهين بصمت ووداعة الذين يفعلون الخير ويرفضون المجازاة عن الشر الذى لحق بهم ثمرة محبتهم و عملهم للخير ، لأن الرب منتقم للودعاء وأهل الخير ، كما للمظلوم والبائس والمسكين ..
+ من السهل جدا أن يرد الإنسان الخير بإساءة ولكن أن يقابل الإساءة بالخير فهذا عمل يحتاج منه إلى قوة المسيح ونعمته ، ومن هنا نعرف أن الطريق نحو الشر سهل ولا يكلف الإنسان شيئا أما الطريق لعمل الخير فلا ينجح فيه الإنسان بعيدا عن المسيح !!
+ ما أكثر الذين راحوا يظلمون ويفترون على الأبرياء والذين سبقوا أن اسدوا لهم جميلا ، ولكن ما اكثر الذين رجعوا منهم إلى الحق بفضل صلاة هؤلاء الأبرار وصبرهم ، إننا فى حاجة لأن نصلى من أجل كل الذين لم يعرفوا بعض طريق النور كما أننا فى حاجة ماسة لأن نصلى من أجل الذين لم يستطيعوا بعد البقاء فى ظل طاعة الحق وتبعيته حتى المنتهي ..
+ لا تخشى مقاومة الذين يرغبون فى إعاقة مسيرتك نحو الحق و الهدف وتحقيق الإنجيل ، لأنه مكتوب أن " الرب لا يترك عصا الأشرار تستقر على نصيب الصديقين مز 124 : 3
+ لا تتعجب إذا كانت ثمرة محبتك للاخرين هى رفضهم لك وصيرورتك محتقرا ومرذولا ، لأنه إن لم تُجرح بسبب محبتك للاخرين فلا تكون قد تشبهت بمسيحك ، ومن ثم فأنت لست اهلا للمجد ، أما إن تألمت من أجل المحبة فحري بك أن تفرح وتتهلل لأنه طوبى للنفس التى قبلت أن تتألم فى طريق الكمال والملكوت لانه حقا لمثل هذه النفس تصير الطوبي الأبدية و ميراث الملكوت ، أما التى رفضت التعب فى المحبة فقد ماتت وهي حية ..
+ أتباع آبليس من سماتهم أنهم يجازون عن الخير بشر ، إذ هم لا يعرفون الكمال حسب الانجيل ولا محبة المسيح وإتضاعه ، أما الذين هم للمسيح فلسان حالهم دائما يقول " نشتم فنبارك نضطهد فنحتمل يفتري علينا فنعظ .." 1 كو 4 : 12 ، 13
+ المجازى عن الخير بشر إنسان قد تجرد من الإنسانية ، هو إنسان قد رفض الحياة فى ظل الوفاء والإخلاص والمعاملة بالمثل ، هو إنسان غير جدير برحمة الله ، هو إنسان قد امتلأ من الآنانية والظلمة وعدم الإيمان ، هو إنسان أعمى وغير عالم انه يسلك فى طريق الهلاك والعذاب والتعاسة حتى المنتهي ، هو إنسان لم يعرف بعد فكر المسيح و لم يستوعب عمله الخلاصي ، هو إنسان استطاع الشيطان أن يسلبه رغبة الإقتداء بالمسيح وقديسيه والتفكير فى عاقبة الحياة فى ظل الكراهية و الشر وعدم الإيمان ..
صديقي ، لا تدع تصرفات الاخرين الرديئة تعوقك عن الحياة فى ظل تبعية الرب حتى المنتهي ، بل أجعل من هذه التصرفات فرصة لنموك فى الحق وفرحك بالرب ، و إن كانوا قد أبغضوك رغم محبتك وإخلاصك فهذا ليس بالأمر الغريب لانهم هكذا فعلوا بسيدك ، ومن أردا أن يكون وارثا مع السيد فيلزمه أن يكون طائعا له ولوصاياه كل حين ، وما لا فلا .. لك القرار والمصير !! --------------------- اذكرونى فى صلواتكم | |
|