الشريعة الأدبية
مر بنا أنة كملت فى شريعة العهد الجديد و تكلمنا عن القسم كمثل لذلك والآن نتكلم عن مثالين آخرين من الشريعة الأدبية حتى تبيين الى اى مدى شريعة العهد الجديد مكملة للعهد القديم .
+يقول السيد المسيح " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل أنما أنا فأقول لكم كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم " ( مت 5 : 21 – 26 ) .
+ قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم و اما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا ( كلام باطل ) يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم فإن قدمت قربانك الى المذبح و هنا تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هنا هناك قربانك قدم المذبح و اذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك . كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه فى الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضى و يسلمك القاضى الى الرطى فتلقى فى السجن " الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير " .
+ هذا النص فيه مقارنة بين شريعتين تنهى عن القتل فقط وشريعة لا تنهى عن القتل فقط بل وحى عن الغضب و هى الى جانب هذا تطالب بالعمل على الصلح و السلام بين الأفراد المتخاصمين ليس بين النصين تناقض فالسيد المسيح لم يقل ( أما أنا فأقول لكم اقتلوا ) .
+ كان القتل فى العهد القديم هو الاعدام أو إراقة الدماء أو الموت كما قتل قايين هابيل . وكما قتل موسى الرجل المصرى و كما قتل داود جليات ولكن السيد المسيح اراد ان يوسع مفهوم القتل فيجعله شاملا للبواعث عليه كالغضب و التراع و الحقد و الشتم باعتبارها مولدات للقتل وعله له .
كيف ينهى عن القتل و لا ينهى عن الاسباب المؤدية له ؟
نعم جاء فى العهد القديم بعض المفاهيم عن القتل مثل :
(أم 21 : 25 ) شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تابيان الشغل .
(أم 7 : 26 ) من المرآة ( لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء ) .
(أر9 : 9 ) ياليت رأسى ماء و عينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً و ليلاً ، قتلى بنت شعبى
نلاحظ :
1- أن هذا الفهم توصل اليه الأنبياء فيما بعد حيث مرت ألامه الاسرائيلية باختبارت كثيرة اما فى أسفار التوارة لم يرد هذا المعنى بل جاءت عن القتل المباشر .
2- نتكلم عن الاسباب التى تدعو الى القتل المادى ( هلاك الجسد ) أما السيد المسيح فمد من أفاق الوصية و تحدث فى اسلوب واضح أن من يتسبب فى اغاظة غيره بالسب أو الشتم و الإهانة يكون مستحقا لعقوبة النار الأبدية
+ فكان القتل فى العهد الجديد ليس هو القتل المادى فحسب وانما هناك ثلاثة أنواع أخرى من القتل 1- قتل نفسى 2- قتل روحى . 3- قتل أدبى .
+ ويدخل فى القتل النفسى ( السب / التعيير / الخداع / المكر / الحسد / البغضة ، و هى صفات تتلف نفوس المتصفين بها و قد جمعها بولس الرسول فى رسالته الى رومية ( 1 : 29 ) . " مشحونين حسداً و قتلا و خصاماً و مكراً وسوءاً نمامين مفترين مبغضين الله ثالبين ( يتكلم فى غياب غيره الاخرين " مدعين مبتدعين شروراً غير طائعين الوالدين كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفسى ( 1يو 3 : 15 ) . ويدخل فى القتل الروحى إهمال الروح و إهمال الروح وإهمال الجسد والإسراف إلى الشهوات و المسرات العالمية التى تتلف حياة الإنسان روحيا ( رومية 7 : 11 ) . لأن الخطية و هى متخذة فرصة بالوصية خدعتنى بها و قتلنى ( يو 8 : 44 ) ويقول السيد المسيح عن إبليس " ذاك كان قتالا للناس روحى بالخطية " . و يدخل فى حدود القتل الأدبى التشهير و الذم و العمل على إشاعة الشر عن شخص أو العمل على فصله من عمله وقطع رزقه .
+ فكلام السيد المسيح ليس عن هلاك الجسد فقط بل عن قتل النفس فهو يهمه خلاص النفس لا قتلها
+ إذن شريعة العهد الجديد اكملت وصية القتل فى شريعة العهد القديم من خلال الايضاحات و المفاهيم الجديدة و لكن الوصية لم تبدل و لن تلغى .
مثال آخر لا تزن :
سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن أما أنا اقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه .
فى العهد فهموا الزنى انه اتصال جنسى غير مشروع بن رجل و امرأة و أما الزنى فى شريعة الكمال فقد يكون بالقلب فالنظرة الشريرة الى تصحبها شهوة تولد إحساساً شريراً يقود الى ارتكاب الشر فى القلب بالتصورات و التأملات الشريرة .
التغير اذن لا فى جوهر الوصية بل فى شكلها وحدودها .
و الخلاصة اذن ان الشريعة الادبية لم تتغير فى جوهرها غير أن المعلم الأكبر كشف عن كونها مستوراً منها عن الشعب القديم