Admin مؤسس المنتدى
sms : عدد المساهمات : 716 تاريخ التسجيل : 15/01/2011 العمر : 33
| موضوع: ثانياً: ما بعد الموت الثلاثاء يوليو 23, 2013 9:47 am | |
| ثانياً: ما بعد الموت ==========
كلنا يخشى الموت لأننا نخشى المجهول. و الانسان بطبيعته يخشى التغيير. و المثل البلدى يقول "اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش". فنحن نعرف ما هى الحياة، و لكننا نجهل الموت. فلو عرفنا ماذا بعد الموت ما كنا خفنا منه إلى هذه الدرجة. و لعلنا نخاف لأننا خطاة و لم نتب. فالخوف هنا هو من دينونة ما بعد الموت. لكن ليست الدينونة بعد، فبعد الموت تكون فترة إنتظار تليها الدينونة.
ماذا لو نرجع قليلاً بالذاكرة إلى الوراء حيث أيام المدرسة. و لنتخيل أن إمتحان آخر العام قد غيروا نظامه فأصبح إمتحان مفاجئ. الذى سيحدث أن المعلم سيقول أن إمتحان آخر العام إمتحان مفاجئ فى أى لحظة. لذلك علينا بالاستذكار كل حين بلا كلل و لا ملل. علينا أن نكون مستعدين دائماً لهذا الامتحان. و فى وقت لا نتوقعه يعلن المدرس عن أن هذه اللحظة سيتم فيها إمتحاننا. ماذا سيكون شعور كل واحد منا؟!! هناك ثلاثة أنواع من المشاعر: (1) تلميذ سيفرح بالامتحان لأنه يذاكر يومياً و قد حفظ المناهج عن ظهر قلب، و تمرن كثيراً، و حل أسئلة كثيرة و نماذج إمتحانات. لذلك فقد تعب و آن الأوان أن يأخذ مكافأته على هذا المجهود. فهو فى إشتياق إلى هذه اللحظة حتى يترك هذه السنة الدراسية و يذهب إلى مستوى أعلى. لذلك فهو كان يحيا و يتمنى هذه اللحظة كل يوم.
(2) تلميذ يرتعب و يبكى و يصرخ لأنه لم يستذكر جيداً، و بعض هؤلاء التلاميذ إستذكروا و لكن فى مواد أخرى غير التى سيمتحن فيها. فالاثنين ضمنا الرسوب و يعلمون مصيرهم المحتوم. لذلك فالامتحان بالنسبة لهم هو مصدر رعب. و كل يوم كان يمر عليهم كانوا يمنون أنفسهم بأن المدرس سينسى ولن يقوم بامتحانهم، أو أن المدرس طيب القلب و سينجح الجميع، أو أنه لا يوجد إمتحان و تلك خرافة فقط إبتدعها التلاميذ الذين يستذكرون حتى يجدوا سبب لما يفعلونه. لذلك فمجرد ذكر الامتحان لهم كان يقابل بالسخرية. أما فى ساعة الامتحان فهم فى رعب رهيب و بكاء و صرير أسنان.
(3) تلميذ لا يعلم إذا ما كان ما إستذكره يكفى لنجاحه أم لا. و لكنه بعد الامتحان و طبقاً لما أجابه فى ورقة الاجابة يعلم تماماً إذا ما كان سينجح أم لا.
و جميعهم ينتظر بعد الموت النتيجة. التلميذ الذى كان ينتظر الامتحان بشغف، و كذلك من إستطاع أن يحل الامتحان ينتظرون النتيجة بشغف لأنهم يعلمون عدل المصحح و إنهم سينجحون. لذلك ففترة إنتظارهم هى فترة جميلة رائعة و ينتظرون بفارغ الصبر إعلان النتيجة ليتم تصعيدهم إلى سنة دراسية أعلى. أما من لم يستذكر، أو من إستذكر فى مادة أخرى، أو من إستذكر و لكن ليس بالقدر الكافى فهؤلاء سيكون إنتظارهم فترة من الجحيم لأنهم يعلمون ما ينتظرهم من رسوب.
تفسير المثل الذى سبق: + المصحح و المدرس هو الله. + المنهج الدراسى هى وصايا الله. + الاستذكار هو الجهاد الروحى. + الامتحان المفاجئ هو الموت. + التلاميذ هم نحن. + التلميذ الذى ينتظر الامتحان بشغف هم الصديقون و الأبرار و الشهداء و المعترفين و القديسين. + التلميذ الذى لم يستذكر هم كل من عاش فى الخطية. + التلميذ الذى إستذكر فى مادة أخرى هم غير المؤمنين برب المجد يسوع المسيح إذ كان لهم إيمان بإله آخر، أو دين آخر، أو فكر آخر. + فترة الانتظار بين الامتحان و النتيجة هى فترة الحياة فى الفردوس للأبرار، أو الجحيم للأشرار. + يوم إعلان النتيجة هو يوم القيامة الأخيرة.
لعلكم الآن عرفتم ما هو معنى الموت، و ما بعد الموت، و لماذا المشاعر المتفاوتة فى إنتظار الموت. ربنا يعطنا أن نكون مستعدين ساهرين كل حين.
|
| |
|