شيري فؤاد عضو فعال
sms : عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 03/02/2013 العمر : 40
| موضوع: دراسه سفر اخبار الايام الثاني الأحد فبراير 03, 2013 6:11 am | |
| دراسة سفر (كِتَابُ أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي )
تتركز أبصارنا على الصورة التي ظهرت على الشاشة في الظلام، ويشرح المُرْسَل قائلاً : "هذا الصنم مصنوع من الحجر، ويُعبد يومياً". ويعتقد المواطنون أنه يضمن لهم محصولات جيدة وأولاداً أصحاء، وبابتسامات الرثاء، اندهشنا من جهلهم. كيف يستطيع أي إنسان أن يعبد "شيئاً"؟ فالأصنام خرافات! ثم نعود إلى بيوتنا، إلى أصنامنا من الثروة، والمكانة، وإشباع الذات. فإذا وضعنا أي شيء مكان الله، فإننا نعبد هذا الشيء، رغم كل ما تنطق به شفاهنا.فاختبارنا يماثل اختبار بني إسرائيل. لقد اختارهم الله ليمثلوه على الأرض، ولكنهم كثيراً ما نسوا الحق، ونسوا دعوتهم، وعثروا كالعميان وراء الأصنام مثلما كانت تعمل الأمم المجاورة. ثم حاول أنبياء وكهنة إعادتهم إلى الله الإله الواحد الحقيقي. ويروي لنا سفر أخبار الأيام الثاني هذا التاريخ الملوث، تاريخ الملوك الوثنيين الفاسدين. كان يقوم بين الحين الآخر ملك صالح في يهوذا، وتحدث نهضة لبعض الوقت، ولكن يستمر منزلق الانحدار، مؤدياً إلى الفوضى والدمار والسبي.ويدون كاتب سفر الأخبار هذا السفر للعودة بالأمة إلى الله، بتذكيرهم بماضيهم، فلا نجاح إلا بالسير وراء الله! وعندما تقرأ سفر أخبار الأيام الثاني، ترى لمحة قوية من تاريخ يهوذا (فهو، في الواقع، يتجاهل تاريخ إسرائيل، المملكة الشمالية)، وترى العواقب المأساوية لعبادة الأصنام. فتعلم دروس الماضي، واعزم على التخلص من الأصنام في حياتك لتعبد الله وحده.ويواصل سفر أخبار الأيام الثاني، تاريخ سفر أخبار الأيام الأول، فيتوج سليمان بن داود ملكاً. ويبني سليمان الهيكل الفخم في أورشليم، وبذلك يحقق رغبة أبيه وأمنيته الأخيرة (2أخ 2-5). ويتمتع سليمان بالحكم أربعين سنة من السلام والازدهار، مما جعل شهرته تمتد إلى كل العالم. وبعد أن مات سليمان، تولى العرش ابنه رحبعام، وكان طيشه سبباً في انقسام المملكة. وظهر في يهوذا عدد قليل من الملوك الصالحين، والكثير من الملوك الأشرار. ويسجل كاتب سفر الأخبار، بأمانة، إنجازاتهم وسقطاتهم، مبيناً مدى مطابقة كل ملك لمعايير الله للنجاح. ومن الواضح أن الملك الصالح يطيع شرائع الله، ويزيل أمكنة عبادة الأصنام، ولا يتحالف مع الأمم الأخرى. ومن ملوك يهوذا الأتقياء : آسا، يهوشافاط، عزيا، حزقيا، ويوشيا. ولعل آحاز ومنسى كانا أشر ملوكهم الأشرار الكثيرين. وأخيراً انهزمت الأمة، وأخذ الشعب إلى السبي، وخُرب الهيكل.وكان غرض الكاتب أن يعيد توحيد الأمة حول عبادة الله الحقيقي، بعد السبي. وفي هذه الفصول، يذكر الشعب بماضيهم. وهو يذيع رسالته بوضوح في آية تُعَد من أشهر الآيات في الكتاب المقدس : "ثم اتضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم، وتضرعوا طالبين وجهي، وتابوا عن غيهم، فإنني أستجيب من السماء، وأصفح عن خطيئتهم، وأخصب أرضهم" (7: 14). وعندما تقرأ سفر أخبار الأيام الثاني، أصغِ لصوت الله وطعه، واستقبل لمسته، لمسة الشفاء والفداء.
| |
|