البرهان الثانى وهو الطبيعى
نظام العالم : يمكن من نظام العلم أن نثبت وجود الله . ونضع فى قضية منطقية تشمل مقدمتين ونتيجة .
المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية يراد بلوغه .
المقدمة الصغرى : أن تنظما كهذا لابد أن يكون من صنع صانع ماهر .
النتيجة : أذن يوجد صانع ماهر الذى نظم العالم .
المقدمة الكبرى : أن العالم منظم لغاية ونعرف ذلك من دقة النظام وكونه يودى حتما إلى غاية ظاهرة فى نظام النبات والجماد والحيوان والإنسان والأوقات . ويوجد فرق بين ولد يصنع أجزاء ساعة بعضها بجوار بعض بلا تمييز وصانع ماهر يضعها بترتيب لتؤدى غاية هى معرفة الوقت . وبمجرد النظر إلى الترتيب الأخير تشعر بأن النظام رتب لغاية ومقصد هو معرفة الوقت .
مثال : جسم الإنسان مثلا نراه منظما على طريقة عجيبة فهو يتغذى وفيه آلة تحول الغذاء ألى عناصر نافعة آلة تطرد الفضلات ثم يحمل الدم الحياة إلى جميع الأعضاء بواسطة الشرايين ويعود بعد ما يفسد بالأورده ثم يصير الدم ثانيا نقيا وهكذا تسترد دورة الدم . البعد بأن نظام العالم ليدل على غاية بدليل أن هناك كائنات لا تقع لها ولا غاية كما توجد كائنات أخرى ضارة . فهل يعقل أن يكون هذا النظام قد وضع عن طريق الصدقة ؟ يدل هذا على منظم قدير .
اعتراض :
(أ)بأن جهلنا بفائدة كائن مالا يمنع وجود فائدة له وجهلنا هذا دليل على أن علمنا ناقص
(ب) أما الكائنات التى يقولون عنها أنها ضارة فقد يكون لها خصيات مفيدة فالكائنات السامة مثلا تستعمل فى الصيدلة كأدوية شافية والحيوانات المفترسة تقى النبات شر الحيوانات التى تأكله .
(2) المقدمة الصغرى :
من هذا النظام تستدل على وجود صانع ما هو حين نظرنا إلى الساعة وهى بنظمها غاية هى معرفة ( تعيين الوقت ) يدور فى خلدنا أن هناك صانعا وضعها على هذا النمط وعلى هذا النحو
نحكم أيضا بنظام البيعة على وجود صانع ماهر نظمها .
اعتراض :
يقولون أن نظام الكون جاء بالصدفة وهو نتيجة النواميس الطبيعية . ونرد على ذلك :
(1) أن الصدقة لا توجد نظاما بل خللا فما بذلك بنظام الكون وهل يمكن حين ننظر طيارة فى الجو أن نقول أنها من عمل الصدفة أم تدل على صانع ماهر صنعها .
(ب) وليس النظام أيضا نتيجة النواميس الطبيعية لكنه خاضع لهذه النواميس التى وضعها الله فكل قانون مشروع .
اعتراض :
** يقولون أن النواميس وجدت بالضرورة **
وهذا غلط فقد أثبتنا أن العالم كائن غير ضرورى الوجود ولو كان كل شئ فى العالم ضرورى الوجود لكان كل ما يصدر منا من الانفعال ضرورى أيضا وينتج من هذا أنه لا فرق بين القديس والشرير .
** النتيجة **
مادام العالم منظما وما دام هذا النظام لا يصدر إلا عن صانع ماهر . أذن يوجد صانع ماهر للعالم
+++ هو الله +++