ماجى عضو فعال
sms : عدد المساهمات : 47 تاريخ التسجيل : 03/06/2013
| موضوع: ثبات وجود الله4 البرهان الثالث : الشريعة الأدبية الإثنين يوليو 22, 2013 12:23 pm | |
| البرهان الثالث : الشريعة الأدبية أن كان الله أعلن نفسه فى الكون فقد أعلن أيضا فى ضمائرنا 00
( 1 ) للإنسان شريعة أدبية يطالب بها . فالإنسان يشعر دائما بأنه حر فيفعل ما يريده ولكنه متى فعل شيئا غير مرئى فأنه بشعوره الداخلى " الضمير " يحس بأنه مذنب ورجوا أن يعدل عن هذا الفعل غير المرئى . وصوت الضمير هذا غير متوقف على رضانا بل هو مستقبل عن رأينا ولو كان منا لأمكن إسكاته . اعتراض : يقولون أن يوجد أشخاص لا تزعجهم ضمائرهم فيعملون ما يشاؤه . الرد : يسلم بوجود هذا النوع .. فنقول : هل وجود بعض المجانين يحكم على الناس بأنه غير عاقل . فكما أنه لا توجد أيضا أبصار مصابة بالمرض . وهذا ناتج من سوء التربية . ( 2) الشريعة تتطلب مضمونا لها ( لا معلول بلا علة ) اعتراض : يقولون لا داعى للبحث عن هذه العلة لأن العلم الطبيعى ينبعى أن يبحث النواميس فى ذاتها دون يتعرض لمآتيها أو عللها . الرد : إذا العلم يبحث فى علة النواميس الطبيعية . فالفلسفة تبحث عنها ثم أن النواميس تجير الإنسان على إطاعتها أما الشريعة الأدبية فلا تركز إلا على إرادته الحرة وتحاول إقناعه بإطاعتها . ( 3 ) من هو هذا المشروع : الصوت الذى يتكلم فينا ليس منه لأنه لا يمكن للإنسان أن يكون مشرعا نفسه لأنه لو كان هذا الصوت منا ولا يمكننا إسكاته متى وأمكننا أن نفعل ما نريد بدون خوف من عقاب مع أن الواقع عكس ذلك وحيث أن هذا الصوت ليس منا فهذا أذن ( صوت الله ) . ( 4 ) ليس هذا الصوت صوت إنسان آخر نقلناه عنه كالوالدين أو البيئة : ونحن نقول أن للبيئة تأثيرا . ولكن هذا لا يمنع وجود الشريعة فينا فالطفل الصغير بطبعه كلما تقدم سنة يميز بين الصواب والخطأ فأذا قلت له أن الذب حرام فهم مرادك لأنه يشعر حين يكذب أنه عمل عملا غير لائق وبالعكس إذا قلت الكذب حلال والصدق حرام حسبك مازحا . والشريعة الأدبية ليست وليدة الشريعة الوضعية لأن الأدبية أوسع منها فربما تعمل شرا وتعديا ولا تقع فيه تحت طائلة القانون الوضعى . ومع ذلك تشعر بأنك مخطئ ضد القانون الأدبى . وتوجد أعمال تشعر بأنها غير جائزة . ولو لم يكن احدا من الناس قد رآها أذن الصوت الذى فينا ليس منا أصلا . ولا من غيرنا من الناس . ( 5 ) فالصوت أذن هو صوت الله : وهذه نتيجة لا مفر منها لأنه إذا كان فينا صوت يتكلم فلابد من متكلم . وإذا كنا محكومين بشريعة أدبية . فلابد من مشروع . وإذا كان المشروع ليس هو الإنسان نفسه أو إنسان آخر . فهو أذن كائن أعلى منا . ويرى ما فينا ويريدنا أن نفعل الخير ويفرض علينا شريعته بسلطانه ويثبت هذه الشريعة بعد الته وهذا هو الله
|
| |
|