دراسه الرساله الي افسس

دراسة سفر (الرِّسَالَةُ إِلَى مُؤْمِنِي أَفَسُسَ )

تجتمع كنائسنا اليوم، بعديد من الصور والأشكال : في اجتماعات سرية في المنازل، في اجتماعات في الهواء الطلق، في الساحات، خدمات عبادة تضم الآلاف في أماكن العبادة. كما يجلس عدد غفير خارج القاعة يشاهد دائرة التلفاز المغلقة. وتختلف المباني، ولكن الكنيسة لا تنحصر داخل أربعة جدران، فكنيسة المسيح هي "شعب"، شعبه من كل جنس وأمة، الذين يحبون المسيح ويلتزمون بخدمته.
بدأ عصر الكنيسة في يوم الخمسين (أع 2)، وقد ولدت الكنيسة في أورشليم ولكنها سرعان ما انتشرت عن طريق خدمة الرسل والمؤمنين الأوائل. وقد أضرمت الاضطهادات شعلة الإنجيل فامتدت إلى الكثير من المدن والأمم. وقام الرسول بولس ورفقاؤه بثلاث رحلات جريئة، وأسسوا كنائس محلية في العديد من مدن الأمم.
وكانت الكنيسة في أفسس من أبرز تلك الكنائس، وقد تأسست عام 53 م في رحلة عودة الرسول بولس إلى أورشليم، ولكنه عاد إليها بعد ذلك بسنة في رحلته الكرازية الثالثة، ومكث هناك نحو ثلاث سنوات كارزًا ومعلماً بقوة وفعالية عظيمة (أع 19: 1-20). وفي مرة أخرى، التقى بشيوخ أفسس، كما أرسل تيموثاوس لتعليمهم وإرشادهم (1تيمو 1: 3).
وبعد ذلك ببضع سنوات، ذهب الرسول بولس أسيراً إلى روما. وهناك زاره مبعوثون من كنائس مختلفة. كان من بينهم تيخيكس من الكنيسة في أفسس، فكتب الرسول بولس هذه الرسالة للكنيسة وأرسلها مع تيخيكس. وهو لم يكتبها لمواجهة هرطقة أو معالجة مشكلة معينة، ولكنه كتبها لتشجيعهم. وفيها يصف الرسول بولس طبيعة الكنيسة وصورتها، ويحث المؤمنين على القيام بوظيفتهم في الجسد الحي للمسيح على الأرض.
بعد تحيات حارة (1: 1، 2) يؤكد الرسول بولس طبيعة الكنيسة : هذه الحقيقة المجيدة وهي أن المؤمنين بالمسيح قد غمرهم الله برحمته (1: 3- Cool

، وقد اختارهم للمجد (1: 9-12)، وختمهم بالروح القدس (1: 13، 14)، وملأهم بقوته (1: 15-23)، وحررهم من لعنة الخطية وعبوديتها (2: 1-10)، وقربهم إلى الله (2: 11-19). وكجزء من بيت الله أصبحنا في صف واحد مع الأنبياء والرسل، من اليهود والأمم، بل مع المسيح نفسه (2: 20-3: 11). وبمشاعر فياضة، يذكر كل ما عمله الله، ويحثهم على أن يعيشوا ملتصقين بالمسيح، فتتفجر فيهم ينابيع الشكر والتسبيح (3: 12-21).
ثم يتحول الرسول لشرح التطبيقات العملية لكوننا جسد المسيح، الكنيسة، فيجب أن يكون المؤمنون وحدة واحدة في تكريسهم للمسيح، واستخدامهم للمواهب الروحية (4: 1-16)، ويجب أن يكونوا على أرفع مستوى أخلاقي (4:17-6: 9)، وهذا يعني، بالنسبة للفرد، رفض كل الممارسات الوثنية (4: 17-5: 20)، وبالنسبة للعائلة الخضوع والمحبة المتبادلين (5: 21-6: 9).
ثم يذكرهم الرسول بولس بأن الكنيسة في معركة مستمرة مع قوات الظلمة، وأن عليهم استخدام كل سلاح روحي في خدمتهم (6: 10-17). ثم يختم بطلب صلواتهم لأجله، وإرسال تيخيكس لهم ثم إبلاغهم تحياته وبركته (6: 18-24).
ولاشك في أنك عندما تقرأ هذا الوصف الرائع للكنيسة، لابد أن تشكر الله لهذا التنوع والوحدة في العائلة الواحدة، عائلة الله، وتصلي لأجل إخوتك وأخواتك في كل العالم، وأن تلتصق بالذين معك في الكنيسة المحلية.

» دراسه الرساله الاولي الي تيموثاوس
» دراسه سفر الامثال
» دراسه سفر(كتاب ايوب)
» دراسه سفر كتاب المزامير
» دراسه سفر صموئيل الثاني